قرار حاسم من لجنة تحضير المؤتمر يقضي بفصل بلقاسم فلول من المنظمة ويُنهي “عهدة خامسة” غير القانونية

في خطوة تنظيمية تاريخية قد تُعيد تشكيل المشهد النقابي المستقل في الجزائر، أعلنت لجنة تحضير المؤتمر الوطني الجامع للنقابة المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية (سناباب) عن فتح باب التسجيل لمناضليها تمهيداً لعقد مؤتمرها في 10، 11 و12 أفريل 2026.

يأتي هذا الإعلان ليؤكد الالتزام بإعادة بناء المنظمة على أسس ديمقراطية وشفافة. لكن الأهم من ذلك، أن الإعلان يتزامن مع قرار حاسم اتخذته اللجنة بشأن القيادة الحالية، وهو الفصل النهائي للأمين العام الحالي، بلقاسم فلول، من المنظمة الذي يتواجد في عهدته الخامسة.

العهدة الخامسة … الأساس القانوني لفصل بلقاسم فلفول من السناباب

يشير الإعلان والمصادر الداخلية إلى أن قرار فصل بلقاسم فلول، الذي يقود المنظمة منذ أكثر من عشريتين، جاء بشكل أساسي بسبب بقائه على رأس النقابة في “عهدته الخامسة”. هذا الوضع يُعتبر انتهاكاً صارخاً للقانون التنظيمي الجديد، وكذلك للقانون الأساسي للنقابة نفسه.

ويستند قرار لجنة تحضير المؤتمر إلى أحكام المادة 56 من القانون 23-02 المتعلق بالحق النقابي، والتي تنص بوضوح على: ” تمنع المادة 56 من القانون 23-02 من القانون المتعلق بالحق النقابي المسؤول النقابي أن يقود المنظمة لأكثر من عهدتين إثنين.”

بناءً على هذا النص التشريعي الواضح، فإن بقاء بلقاسم فلول في منصبه لعهدة خامسة يجعله في وضعية غير قانونية تماماً، وهو ما دفع اللجنة التحضيرية إلى اتخاذ إجراء الفصل لضمان الامتثال للقانون وإعادة الشرعية للمنظمة.

صورة للأمين العام المفصول بلقاسم فلفول

الإجراءات القانونية ومحامٍ متخصص لمتابعة الإجراءات

أكدت اللجنة التحضيرية أنها تتقدم بخطوات ثابتة لضمان شرعية مؤتمرها القادم سواء من ناحية دولية أو وطنية. وفي هذا الصدد، أعلنت عن تعيين محامٍ مختص في قانون العمل والقانون الإداري، لتولي الإجراءات المتعلقة بـ طلب التصريح الإداري اللازم لعقد المؤتمر في تاريخه المحدد. هذه الخطوة تعكس إصرار اللجنة على العمل في إطار القانون الجديد، وتأكيد شرعية مؤتمرها المقبل.

دعوة لـ “تسليم المشعل”

في اتصال مع رئيسة لجنة تحضير المؤتمر، السيدة نصيرة غزلان، أكدت أن المؤتمر مقرر عقده أيام 10، 11 و12 أفريل 2026، وأن المكان المحتمل هو فندق السفير بالجزائر العاصمة، مع إمكانية تغييره حسب الظروف.

ووجهت السيدة غزلان دعوة قوية لمناضلي “سناباب” للتسجيل بكثافة للمشاركة في المؤتمر، واعدة بأنه سيكون مؤتمراً ديمقراطياً بامتياز، حيث سيتم فيه :

تسليم المشعل للشباب النقابي من أجل الاستمرار

كما شددت على التزام اللجنة بأن يكون المؤتمر مستقلاً تماماً عن أي تجاذبات سياسية وأي تدخل من السلطة، مهما كانت العواقب.

صورة لرئيسة لجنة التحضير للمؤتمر الجامع السيدة نصيرة غزلان

إستمارة إلكترونية للمشاركة في المؤتمر

خصصت لجنة تنظيم المؤتمر استمارة الكترونية خاصة للتسجيل الأولي في المؤتمر، وقد أكدت اللجنة في حديثها مع موقع الكوزيفوب بأنها ستتواصل مع كل المسجلين وفقا لما تم طرحه داخل الاستمارة الإلكترونية في أقرب وقت ممكن.

اضغط هنا للتوجه نحو رابط الاستمارة

المادة 56 من القانون 23-02 وفقا لنظرة الكوزيفوب

وفي سياق التعليق على أهمية هذه الخطوة، أدلى رئيس الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة (COSYFOP) الأخ رؤوف ملال بتعليق حول تطبيق القانون الجديد:

إن ما قامت به لجنة تحضير مؤتمر سناباب هو تطبيق حرفي لروح القانون 23-02 المتعلق بالحق النقابي، وتحديداً المادة 56 التي تمنع التمديد لأكثر من عهدتين

ولو أنه أكد معارضته لهذه المادة في سياق متصل حيث أكد أنها وُضعت خصيصاً لمهاجمة النقابات المستقلة وحتى تستعملها الحكومة للطعن في شرعية النقابات التي لا تداهن السلطة، إلا أنه أكد بأنه من المهم الضغط من أجل استغلال هذه الثغرات القانونية التي خلقتها السلطة لمهاجمة هؤلاء النقابيين الذين يعملون لصالحها أمثال بلقاسم فلول.

تُظهر هذه التطورات أن النقابات المستقلة بدأت بالفعل في استخدام القانون الجديد كآلية من أجل وضع حد لتدخل السلطات في الشؤون الداخلية للمنظمات النقابية مما ينذر بمرحلة جديدة من الحوكمة النقابية في البلاد.

بالضغط هنا يمكنك الولوج لصفحة المؤتمر الجامع للسناباب على الفايسبوك

📬 هل أعجبك هذا المقال؟ اشترك في نشرتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار والبيانات الهامة مباشرة إلى بريدك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Arabic