في تطوّر خطير يعكس حجم التضييق الممنهج على الحريات النقابية والاقتصادية في الجزائر، أُودِعت السيدة سعيدة نغزة، الرئيسة السابقة للكونفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية (CGEA)، السجن بموجب حكم صادر عن القضاء الجزائري يقضي بسجنها 4 سنوات نافذة، في إطار قضية تتعلق بجمع التزكيات خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقد تزامن هذا الحكم مع تنحيتها القسرية من رئاسة CGEA ، وهي منظمة تمثل مصالح أرباب العمل، في خطوة لا يمكن فصلها عن الضغط السياسي المباشر الذي تتعرض له كل الأصوات المستقلة، سواء كانت عمالية، مهنية أو حتى من داخل دوائر رجال الأعمال.
موقف الكنفدرالية من سجن النقابية سعيدة نغزة
ورغم أن الكونفدرالية النقابية للقوى المنتجة (COSYFOP)، باعتبارها منظمة عمالية مستقلة، ليست على وفاق تقليدي مع منظمات أرباب العمل ولا تتقاسم معها نفس الرؤية الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها تعبّر عن كامل تضامنها مع السيدة سعيدة نغزة، باعتبار أن ما تعرضت له لا يمكن فهمه خارج سياق الهجمة الشاملة التي تقودها السلطة الجزائرية لخنق كل أشكال التعبير والتنظيم النقابي الحر، بمختلف تلويناته.
إن التجريم القضائي لنشاط نقابي–مهني مشروع، واللجوء إلى آليات الردع الأمني والقضائي بدل الحوار الاجتماعي والمؤسساتي، يهدد الأسس الدنيا للتمثيل النقابي الحر، ويؤكد مرة أخرى أن السلطة تسعى إلى فرض تحكم مطلق في المشهد النقابي والاقتصادي، عبر إخضاع جميع التنظيمات، بما فيها تلك المحسوبة على أرباب العمل.
إن السيدة سعيدة نغزة، رغم تحفظاتنا المبدئية على مواقفها السابقة المرتبطة بتوجهات رجال الأعمال، جسّدت خلال السنوات الأخيرة صوتًا نسائيًا حرًا وجرئيا داخل منظومة يغلب عليها الصمت والانصياع، وانتقدت بشكل واضح السياسة الضريبية والبيروقراطية المعرقلة، كما أبدت دعمًا واضحًا لبعض المطالب الاجتماعية.
وبالتالي، فإن سجنها لا يمثّل فقط ضربة موجعة للاستقلال النقابي، بل أيضًا رسالة تهديد لكل من يجرؤ على مخالفة الخط الرسمي، حتى من داخل الأوساط الاقتصادية التي كانت تُحسب على “التحالف مع السلطة”.
وقد صرح رئيس الكنفدرالية الأخ رؤوف ملال فيما يخص هذه القضية
“إننا في الكونفدرالية النقابية للقوى المنتجة (COSYFOP)، نحمّل السلطات الجزائرية مسؤولية هذا التدهور الخطير للحريات العامة، ونطالب بالإفراج الفوري عن سعيدة نغزة، وبضمانات قانونية ودستورية لحماية الحق في التنظيم، والعمل النقابي، والمشاركة السياسية، دون خوف أو تهديد.”
— رؤوف ملال
📬 هل أعجبك هذا المقال؟ اشترك في نشرتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار والبيانات الهامة مباشرة إلى بريدك.
الجزائر العظمى 🫡🫡
فعلا تدهور خطير في الحريات العامة وتضييق على العمل النقابي المستقل هذه الاجراءات التعسفية من قبل السلطات الجزائرية ايضا تهدف الى ارهاب الكوادر النقابية
الحرية للمناضلة سعيدة نغزة