10 ديسمبر يُصادَف اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يمر هذه السنة في ظرف عالمي يتّسم بتضييق متزايد على الحريات الأساسية، وبانحسار غير مسبوق لدور النقابات المستقلة، وفي الجزائر، تتعاظم مسؤوليتنا بصفتنا منظمات نقابية مستقلة لم نُعامَل يومًا باعتبارنا شركاء اجتماعيين، بل كتيارٍ مُزعج يرفض الخضوع لمنطق الولاء السياسي والامتداد الحكومي والأمني .

فالحقيقة الثابتة بعد سنوات من النضال النقابي هي قبل أن نكون نقابيين بالمعنى التقليدي، نحن أولا وقبل كل شيء مدافعون عن حقوق الإنسان.

فنضالنا لم يكن يومًا مقتصرًا على المطالب الاجتماعية أو تحسين شروط العمل، لأننا ببساطة لم نُمنَح الفرصة لممارسة أبسط آليات العمل النقابي بدأً من المفاوضة الجماعية إلى الحوار الاجتماعي، ولم نستفد يومًا من الحماية القانونية، ذلك فقط لأننا اخترنا الاستقلال عن السلطة التنفيذية وأجهزتها الأمنية.

10 ديسمبر نضالنا يبدأ من الحقوق الأساسية

تجربتنا الميدانية النضالية جعلتنا أقرب إلى الحركات الحقوقية من النقابات الكلاسيكية، فجوهر معركتنا يتمحور حول:

هذه المبادئ هي التي تربطنا بالمدافعين عن حقوق الإنسان حول العالم، أكثر مما تربطنا بالنقابات الحكومية الصفراء التي تتكاثر بشكل مخيف في كثير من الدول وللأسف تحكمت في الكثير من الاتحادات النقابية الدولية التي تتحول تدريجيًا إلى أدوات لتأطير العمال بدل تمثيلهم، لهذا تتعرض الحركة النقابية المستقلة عالميًا وخصوصا في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط لضعف غير مسبوق، نتيجة الضغوط السياسية والاقتصادية وتراجع الفضاء المدني.

شراكات دولية استراتيجية لمواجهة بيئة عدائية

في هذا السياق، تعمل الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة (كوسيفوب) ونقاباتها المنخرطة تحت لواءها على بناء علاقات استراتيجية و قوية مع منظمات حقوق الإنسان، ليس كخيار تكتيكي، بل كقناعة عميقة بأن هذه المنظمات تتقاطع معنا في المبادئ والأهداف على رأسها حماية الكرامة الإنسانية ورفض كل أشكال القمع والتمييز والوصاية.

يقول رئيس الكنفدرالية الأخ رؤوف ملال بمناسبة هذا اليوم العالمي

لقد وجدنا أنفسنا في مواجهة مزدوجة فمن جهة الحكومات التي ترى في النقابات المستقلة تهديدًا لاحتكارها للمجال الاجتماعي والسياسي، ومن جهة أخرى النقابات الصفراء التي تحولت إلى امتداد للسلطة بدل أن تكون صوتًا للعمال.

لهذا أصبح تعاوننا مع المنظمات الحقوقية جزءًا من استراتيجيتنا بعيدة المدى لحماية حرية التنظيم، ولضمان أن صوت العمال لا يُدفَن تحت ركام القوانين المقيدة أو الهياكل الموالية للدولة.

حقوق الإنسان ليست شعارًا بالنسبة لنا

في نفس السياق يصرح الأخ رؤوف ملال :

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نؤكد التزامنا الثابت بأن الدفاع عن الحقوق الأساسية هو قلب العمل النقابي المستقل وهو أيضا ما يميزنا عن باقي النقابيين، وهو السبيل الوحيد لبناء حركة حقيقية قادرة على حماية العمال وتعزيز الديمقراطية الاجتماعية.

نحن جزء من حركة عالمية تؤمن بأن كرامة الإنسان خط أحمر، وأن الحرية النقابية ليست امتيازًا تمنحه الحكومات، بل حق أصيل تنتزعه الشعوب المنظمة والواعية بحقوقها.

تصميم خاص بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

النقابات المستقلة: خط الدفاع الأول
اليوم العالمي لحقوق الإنسان

النقابات المستقلة: خط الدفاع الأول عن الكرامة

“قبل أن نكون نقابيين بالمعنى التقليدي، نحن مدافعون عن حقوق الإنسان.”

🌍 السياق العالمي والمحلي

يأتي اليوم العالمي لحقوق الإنسان هذا العام في ظل ظرف استثنائي. عالمياً، نشهد انحساراً لدور النقابات وتضييقاً على الحريات. ومحلياً في الجزائر، نواجه واقعاً نتعامل فيه ليس كشركاء اجتماعيين، بل كـ “تيار مزعج”.

⛓️

تضييق الحريات

تصاعد الضغوط العالمية

🛑

غياب الشراكة

إقصاء من الحوار الاجتماعي

🛡️

المسؤولية

تتعاظم على النقابات المستقلة

جوهر الهوية النقابية

تحول جوهري في الأولويات نتيجة غياب آليات العمل النقابي التقليدي. نضالنا يتجاوز تحسين الأجور ليدافع عن الوجود نفسه.

“لم نُمنح الفرصة لممارسة العمل النقابي، فتحولنا لخط دفاع حقوقي.”

الركائز الأربعة للنضال

هذه الحقوق ليست مجرد مطالب، بل هي الهواء الذي تتنفسه أي حركة اجتماعية حية. بدوّنها، لا وجود للنقابة.

التنظيم المستقل
حرية اختيار الممثلين
حرية التعبير
التجمع السلمي

المشهد النقابي: مقارنة هيكلية

الفرق الجوهري بين النقابات المستقلة التي تمثل صوت العمال، وبين النقابات “الصفراء” التي تعمل كأدوات تأطير حكومية.

التحالف الاستراتيجي

لماذا نبني شراكات مع منظمات حقوق الإنسان؟

🤝

نقابات مستقلة

كوسيفوب وشركاؤها

⚖️

منظمات حقوقية

شركاء في المبادئ

⬇️
🛡️

حماية الكرامة

رفض القمع والوصاية

“الشراكة ليست خياراً تكتيكياً، بل قناعة راسخة بوحدة المصير.”

خلاصة القول

في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، نؤكد أن الحرية النقابية ليست امتيازاً تمنحه الحكومات، بل حق أصيل تنتزعه الشعوب الواعية.

نحن نقابيون.. لأننا حقوقيون أولاً

تم تصميم هذا الإنفوجرافيك بناءً على بيان الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة (كوسيفوب) – 2024

📬 هل أعجبك هذا المقال؟ اشترك في نشرتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار والبيانات الهامة مباشرة إلى بريدك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Arabic