أطلقت الكنفدرالية النقابية للقوى المنتجة (COSYFOP) نداءً عاجلاً إلى المجتمع الدولي، محذّرة من خطورة الوضع الإنساني والحقوقي الذي يعيشه المهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء في الجزائر منذ نهاية شهر جويلية 2025.

تصاعد خطير للانتهاكات

وثّقت الكنفدرالية في تقريرها التكميلي الصادر بتاريخ 18 أوت 2025، والمرفق بشكاية رسمية موجهة يوم 26 أوت 2025 إلى المقررين الخاصين للأمم المتحدة، سلسلة من الانتهاكات الخطيرة، أبرزها: تكثيف حملات الوصم والدعاية الأمنية التي تُصوّر المهاجرين كتهديد أمني، تنظيم مداهمات حضرية واسعة أعقبها ترحيل جماعي نحو الحدود الجنوبية في ظروف غير إنسانية، مطاردة المهاجرين في أماكن عملهم داخل الورشات والفلاحة والتجارة غير الرسمية، وتحويل نشاطهم الاقتصادي إلى جريمة، صمت المؤسسات الوطنية مثل اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان والهلال الأحمر الجزائري، استهداف المنظمات المستقلة والنقابيين الذين يحاولون التضامن مع المهاجرين، بما في ذلك COSYFOP نفسها.

هاذا وحسب وزارة الدفاع الجزائري فعدد المهاجرين المعتقلين خلال الفترة الممتدة من 13 إلى 20 أوت من الشهر الحالي وصل 1225 مهاجر، كثر منهم من الأطفال والنساء دون أي مرافقة صحية أو قانونية ودون السماح للمنظمات الحقوقية المستقلة من مرافقة المهاجرين ومساعدتهم، ماجعل العديد منهم يهربون نحو الجبال لتفادي الإعتقال والترحيل في تلك الظروف القاهرة.

غياب تام للتضامن

وأشارت الكنفدرالية إلى أنّ ما يزيد الوضع خطورة هو غياب أي شكل من أشكال التضامن الوطني والدولي مع المهاجرين في الجزائر، فالمؤسسات الرسمية داخل الجزائر التزمت الصمت، بينما ترك المجتمع الدولي هؤلاء المهاجرين يواجهون مصيراً مأساوياً دون حماية أو دعم.

وبناءً على ذلك، وجّهت COSYFOP شكاية رسمية إلى كل من: المقررة الخاصة المعنية بالعنصرية والتمييز العنصري، المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان للمهاجرين، المقرر الخاص المعني بأشكال الرق المعاصرة.

وطالبت الكنفدرالية هذه الآليات الأممية بالتدخل العاجل لوقف المداهمات والاعتقالات التعسفية والترحيل الجماعي، وضمان احترام حقوق المهاجرين في الكرامة الإنسانية والحماية من التمييز والاستغلال.

صوت المهاجرين لن يُعزل

وأكد رئيس الكنفدرالية، السيد رؤوف ملال، أنّ هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع التزام COSYFOP التاريخي بالدفاع عن حقوق الإنسان والعمل النقابي المستقل، مضيفاً:

لقد تُرك المهاجرون في الجزائر بلا سند ولا حماية، وما لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل عاجل، فإن دائرة القمع ستتوسع أكثر. نداؤنا اليوم هو لإيقاف هذه الممارسات الممنهجة، وضمان معاملة المهاجرين بما يتوافق مع المعايير الدولية

صورة لعائلة من المهاجرين محتمية بغابة أعالي الجبل بأحد ولايات الجزائر.

📬 هل أعجبك هذا المقال؟ اشترك في نشرتنا البريدية لتصلك آخر الأخبار والبيانات الهامة مباشرة إلى بريدك.

Arabic